الفتيات المستغانميات: سيلفي مع كوب قهوة وكتاب

الفتيات المستغانميات, من هن؟ لست أقصد هنا فتيات ولاية مستغانم الجزائرية بالتأكيد, وإنما نسبة للأديبة أحلام مستغانمي.
هي تلك الفتاة التي تصادفها كثيرا بمواقع التواصل الاجتماعي والتي لا وجود لها على أرض الواقع, تحاول جاهدة أن تكون غامضة وساحرة وملفتة للانتباه على مواقع التواصل من أجل حصد أكبر عدد من الاعجابات.
المستغانمية هي الفتاة التي قرأت صفحتين من احدى كتب أحلام مستغانمي, فقررت أن تصير كاتبة دون أي هدف, كاتبة تنمق كلامها وتزوقه وقد تستغرق أكثر من يومين لصياغة جملة مزوقة لترفقها بصورة غامضة من محركات البحث وتضعها على الفيسبوك لتبدأ بعد ذلك بعد كم الاعجابات متسائلة كل حين: "أين أحمد؟ لماذا لم يضع إعجابا؟ ألم تعجبه المقولة؟ وأين هي نسرين؟ لماذا لم تعلق؟". "لماذا هناك 155 إعجابا فقط؟"

هذه التساؤلات تدور بخلدها جل الوقت, تتنفس بها, إلا أنها مصرة على أنها غير مهتمة وأنها لا تنظر لكم الاعجابات ولا كم التعليقات أبدا, لأن ذهنها منشغل بالتفكر والتدبر في قضايا المجتمع والفلسفة والشعر على حد زعمها.

المستغانمية ليست بشاعرة ولا أديبة وإنما مستأدبة ذئبة, إذ أن الغموض الظاهر الذي تحيط نفسها به مجرد فقاعة من مسحوق غسيل رخيص يحسبها الناظر كريستالا.
تسعى المستغانمية لأن تبحث عن الجديد المثير من أقوال ونظريات وشخصيات غير معروفة لطرحها بصفحتها لتبدو للقراء مثقفة, ثقافتها الضحلة جدا تظهر جليا في أول نقاش جاد مع أحد متابعيها, وقد تسارع لمسح التعليقات التي تفضح جهلها, وذلك لكي تبقى دائما في نظر "الفانز" الفتاة المثقفة البحر العلامة, إذ أنها تتحدث في كل المواضيع بتعمق مبتذل.
المستغانمية فتاة تجيد إخفاء هستيريتها ورغبتها في لفت الانتباه, فهي تفعل ذلك بخفاء ينطلي على متابعيها الذين يتكونون من أنواع مختلفة من الكائنات البشرية العجيبة,  أبرزهم الذكور "المثقفون النسوانيون" الذين يتخذون الثقافة وسيلة للوصول للمستغانميات, والذين سأخصص لهم مقالا لاحقا.

المستغانمية فتاة بشخصية جد مهزوزة وتحاول أن تكون جادة على قدر المستطاع أمام متابعيها بالمواقع الاجتماعية مع إظهار الحس الفكاهي أحيانا بشكل فجائي, وكأنها تريد أن تقول لمتابعيها أنظروا كم أنا متواضعة وكم أبدو مثلكم بشرا حتى لإنني أمزح أحيانا.
تقوم المستغانمية بذكر عيوبها لمتابعيها أحيانا لرفع صفة القداسة عنها, ظنا منها أن متابعيها فعلا يقدسونها, فهي تحاول طول الوقت التحدث كالأخت تيريزا وأنها تنشر الحب والسلام وأنها ملاك طاهر نزل علينا من السماء, فهي تكتب عن مدى ألمها عند رؤية الحروب حول العالم ورؤية الأطفال جوعى في افريقيا, مع العلم أن المستغانمية لا تتطوع أبدا في العمل الجمعوي ولا تتبرع البتة وإن فعلت فبعد أن تخبر متابعيها بذلك بشكل غير مباشر لكي لا تتهم بالرياء, كأن تروي قصة ما مطولة تحشوها بكلام منمق ومزوق وكيف أنها لم تنم الليل بسبب منظر الطفل المريض وأنها ساعرت لانقاذ حياته بالتبرع بقسط من المال ما تيسر لها, مع دعوة لمتابعيها بالتبرع له أيضا كما فعلت, وكأنها مجرد وسيط وأن مقالها من أجل الطفل وليس من أجلها....أو أن تروي قصة متخيلة كيف تم النصب عليها بعد محاولتها التبرع بمالها لشخص فقير.

المستغانمية تختلق قصصا غير واقعية, فتفكيرها منصب في صفحاتها هنا وهناك, فبالفيسبوك تتنفس وبالفيسبوك تعيش, تحاول أن تضخم أحداثا بسيطة وتحاول أن تخلق مشاعر لم تشعر بها في تلك الأحداث.
في الغالب المستغانمية لا يكون لها صديقات حقيقيات, ومع ذلك تصر على أن فاتن هي جزء من روحها وأن حنان هي توأمها... أما علاقتها مع أمها فتكون بالغالب متوترة وذلك لأنها طول الوقت أمام حاسبها وممسكة بهاتفها ولا تفعل شيئا آخر وبالكاد تقنعها والدتها بأن تراجع دروسها أو أن تساعدها في الأعمال المنزلية التي تكرهها المستغانمية كرها أعمى.
ومع ذلك لا تفوت فرصة لتروي لمتابعيها تفاصيل حياتها بشكل مثالي مبالغ فيه, فيصدقها متابعوها من المستغانميات الأخريات اللائي كل واحدة فيهن تحسب أنها الذكية الوحيدة التي تقنعنا بكتاباتها المزيفة, أو فتيات لم يصلن بعد لمستوى المستغانميات وذلك لوضوحهن الذي يفسد عليهن الاعجابات أو لأن أسلوبهن غير منمق بما فيه الكفاية, أو الذكران من الولدان الذين سبق وذكرته لك عزيزي القارئ الذي يحاول أن يستغل ثقافته لينال خليلة مستغانمية أو فقط مجموعة من الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم فجأة متابعين لأشخاص لا يعرفون لماذا وكيف صاروا متابعين لهم... فتجد من يكره المستغانمية كرها أعمى فيحاول أن يعلق على كل منشور تكتبه منتقدا مقرعا لها ويحاول فضح كذبها وزيفها طول الوقت وكأنه ليس بالعالم الأزرق غيرها, بل أحيانا يسعى للبحث عن وسيلة لاختراق حسابها حقدا وغلا, فيشكل للمستغانمية ذات الشخصية المهزوزة كابوسا, يجعلها تود لو تحذفه نهائيا إلا أن كرامتها لا تسمح لها فتخترع أحيانا شجارا وتدعي أنه قليل الأدب وأن قليلي الأدب لا مكان لهم بصفحتها الطاهرة.

أغلب المستغانميات شابات بعمر أقل من ثلاثين سنة, أحيانا أقل من عشرين سنة أو بداية العشرينات أغلبهن أيضا غير متزوجات, وهي تتغير قليلا مع التقدم بالسن فتبدو لمتابعيها قد صارت أكثر نضجا فيقل مع الزمن الغموض المختلق وتصير أكثر وضوحا كما أنها تصير أكثر تعبيرا عن مشاعرها الحقيقية, وتصير أقل اندفاعا وخوضا في مواضيع لا تجيدها معتمدة على محرك البحث غوغل وغوغل للترجمة.

تعليقات

  1. غير معرف8/03/2016 09:31:00 م

    هههههههههههههه
    الله يهديك يا جواد مالك؟ خدعتك مستغانمية؟

    ردحذف
  2. أعجبتني😁👇👇👇👇
    فقاعة من مسحوق غسيل رخيص يحسبها الناظر كريستالا.

    ردحذف
  3. كثيرين جداً ثقتهم مهزوزة أيضاً لكنهم يظهرون لنا اقوياء هههههه مزيفين

    ردحذف
  4. ههههههههه أعتقد أني عرضة لأكون فتاة مستغانمية إذن, شكراً للتنبيه أنقذتني من أن أقع في فخ الصابون المتلئلئ يامستر تفاهة, بالمناسبة كتاباتك الصريحة الساخرة والناقدة تعجبني فهي مختلفة عن وباء المثالية المنتشر حالياً! استمر

    ردحذف